موضوع: معيارا لبناء أسرة فعالة الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 3:36 pm
«قبل زواجي كان لدي 6 نظريات في تربية الأطفال والآن لدي ستة أولاد وصفر نظرية (أب محبط - لورد لوشستر). هذا كلام طالما سمعته من أشخاص يهاجمون أطروحاتنا التربوية بلا علم ولا اطلاع أصلا عليها. وأجد لهم أحيانا العذر، لأن الكثير ممن كتب وتحدث في التربية حوّلها إلى نظريات لا يستوعبها إلا أكاديمي متخصص بعيدا عن الممارسات التربوية اليومية. وستلاحظ أخي القارئ في هذه المعايير أنها تؤصل لفكر تربوي تطبيقي عملي بسيط بعيدا عن المثالية والتنظير.. إنها البساطة التي جعلت العديد من المربين يستقبلون كتبي الخمسة الأولى في التربية بالحضن والاستبشار وجعلوها منهجا لحياتهم وعلاقتهم بأبنائهم.. هي البساطة المرتكزة على النظريات العلمية والدراسات التربوية والخلفيات الأكاديمية التي تعد منطلقا وأساسا لفكر تربوي بسيط.
المعايير الخمسة والعشرين التي أدرجها هنا خلاصة دراسات تربوية علمية وأكاديمية شكلت أساسا علميا وخلفية نظرية إضافة إلى تجاربي الشخصية وممارساتي المهنية ومتابعاتي في عالم الإرشاد التربوي والنفسي.. وفي اعتقادي يمكنها أن تشكل دستورا عمليا لبناء علاقات إيجابية بين الآباء والأمهات من جهة وأبنائهم المراهقين. وحتى تتحول بيوتنا إلى محيط تربوي فعال وبيئة داعمة إيجابية تحتوي شخصيات أبنائنا المراهقين، لا بد من مراعاة معايير تربوية فعالة وتحقيقها فكرا وسلوكا وممارسة واعتقادا ومشاعر. 1- الأحكام الجاهزة والقوالب النمطية تعد من أسوأ أعداء البيئة التربوية الفعالة والإيجابية. وجود مراهق في البيت ينبغي أن يصبح حافزا لتجديد المعلومات التربوية وتوسيع آفاق التفكير والرقي بمواقفنا نحو السمو والتحضر والإيجابية. لا تحكم مسبقا وتخلص من المفاهيم الخطأ السلبية عن سن المراهقة.. لا تقل في بيتي مراهق، لكن قل: أكرمني الله بمراهق هدية لي. كن مثلا أعلى 2- إعطاء المثل الأعلى في السلوك والخلق يعد دوما أساسا تربويا في العلاقة مع المراهقين. دع أبناءك يعجبون بسلوكك ورقي تعاملك معهم فإذا أعجبوا بك أحبوك.. وإذا أحبوك قلدوك.. وإذا قلدوك اتخذوك قدوة ومثلا أعلى في حياتهم. 3- احرص دوما على أن تكون راقيا ومربيا إيجابيا واعتن بنفسك لتكون كذلك. لا تحكم على أبنائك فتتحول إلى قاض يصدر الأحكام.. ولا تمارس التحقيق مع أبنائك فتتحول إلى محقق ووكيل نيابة.. ولا تعاقب فتتحول إلى سجان. كن دوما مربيا مصلحا. 4- اجتناب الصراعات بين الوالدين لا سيما أمام الأولاد.. تعلم أن تقول آسف إذا اعتقدت أنك أخطأت، وصحح موقفك من دون خشية أن تهتز صورتك أمام أبنائك. لا ترهبهم 5- ينبغي أن يكون الوالدان دوما منبعا للأمن.. كن دوما مصدر أمن في حياة أبنائك ولا ترهبهم... اقترب أكثر منهم. 6- البيئة التي تتيح الفرص لتحمل المسؤولية تساهم بشكل كبير في تقوية الشخصية لدى المراهقين. تذكر: إن إعطاء المسؤوليات فرصة لتقوية الشخصية. 7- تعلم التنبؤ بما يمكن أن تكون عليه استجابات أبنائنا مقابل سلوكياتنا (ردود أفعالهم).. المعارضة والتمرد والعدوانية أو شخصية محطمة ومدمرة. 8- لاحظ أسلوبك وتحكم في كلماتك، فإنها تصنع شخصيات أبنائك. لاحظ باستمرار سلوكك مع أبنائك واحرص على أن تكون إيجابيا وفعالا وتراجع عن السلبي منه ومن لا فائدة منه. تعاون مع شريك حياتك لمراجعة وتقييم أساليب تربيتكما لأبنائكما.. تذكر: كل أسلوب يدخلك في صراع وعنف مع ابنك ولا ترى له نتيجة إيجابية، تأكد أنه لا يؤتي أكله لا حينا ولا بعد حين. 9- التحدث مع صديق لك له أبناء في سن أبنائك يعد دوما أمرا مفيدا. قيّ.م سلوكك وسلوك أصدقائك في المجال التربوي واستعن فقط بالتجارب الإيجابية. 10- علم أبناءك مهارات حل الخلافات وإدارة الصراعات وابحث معهم عن الحلول المناسبة وتعلموا معا. في حال وجود أي نزاع علينا أن نضع أنفسنا بين أبنائنا، وننزل إلى مستواهم، ويجب أن يكون صوتنا هادئاً ولمستنا لطيفة. حاورهم وانصت لهم 11-الإنصات يمكن أن يكون فعالا للغاية وأكثر فائدة من الحديث.. أنصت لأبنائك في الصغر ينصتون لك في الكبر. 12-فتح حوارات عامة داخل الأسرة مفيد جدا شريطة أن لا تثير موضوعاته خلافات أو تحيي صراعات قديمة.. واعتماد الحوار وخاصة مع أجيال اليوم. أن أتحاور مع الولد معناه أن أُصغي إليه بالدرجة الأولى، أن أترك له الفرصة الكافية ليعبّ.ر عن أفكاره ومشاعره وهواجسه. 20 دقيقة حوارا يوميا يجعل منك صديقا عزيزا في حياة أبنائك. 13-التفكير المنظم والحوار البناء والمنطق المرتب يتطلب منك القدرة على الاسترخاء والهدوء. في حالة التوتر والغضب يتحول المربي إلى آلة للقمع وإصدار الأوامر والنواهي.. تنتهي بالقول: عندما تكبر افعل ما تريد.. أنت ما زلت صغيرا قاصرا. حافظ على هدوئك لتكون مربيا ناجحا، فما كان الرفق في شيء إلا زانه. 14-التدخل في قضايا أقل أهمية في الحياة اليومية يمكن أن تكون له نتائج عكسية. ليس كل شيء في حياة أبنائنا ينبغي التدخل فيه. وما يزعجك قد يكون بسبب حساسيات خاصة بك، وليس بسبب خطأ أو قيمة عليا تؤمن بها. اسأل نفسك باستمرار: هل مهم التدخل في هذا الشأن؟ هل يستحق هذا السلوك التركيز؟ هل هو فعلا سلوك سلبي؟ لا تسخر منهم السخرية لا تقدم المراهق خطوة نحو الأمام، وهي من مدمرات الشخصية النامية. 15-لا تسخر من ابنك، فقد تتحول كلمات السخرية إلى اعتقادات ثم سلوكيات ثم اضطرابات. 16-الصراخ كارثة تربوية ومدمرة للشخصية ولا فائدة تتحقق منه، وقد يدفع الولد نفسه إلى رفع صوته أكثر وأكثر. تذكر وصية لقمان لابنه: ..إن أنكر الأصوات لصوت... الصراخ من خوارم الوقار والمروءة، لا أحد يعجب بشخص يصرخ.. تذكر المعيار رقم 2. 17-يمكنك دوما قول «لا».. تعلم كيف تقولها من دون صراخ ولا غضب ولا عنف. من حقك أن تقول «لا»، ومن حق ابنك أن يقولها من دون أن تسوء العلاقة بينكما. 18-لا تفقد هدوءك واحرص على ضبط انفعالاتك. الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ينصح: لا تغضب لا تغضب لا تغضب. 19-إصدار أوامر قليلة لا تقبل التفاوض يشعر الجميع بالأمن، ويحافظ على رقي التعايش وسلامة الحياة الأسرية. التعايش يقتضي وجود قوانين وأوامر أساسية للحفاظ على نجاحه، والجميع مطالب باتباعها واحترامها.. تذكر أنها قليلة. 20- احرص على ألا تكون آلة مستمرة العمل في إصدار الأوامر والنواهي. حينما تصدر أمرا أو تنهى عن شيء بين الفينة والأخرى فإن أبناءك سيستقبلون ذلك بتقبل لا يدفع للتمرد. لا تهددهم 21-لا تهن أبناءك بتهديدات مستمرة بعقوبات تعرف مسبقا أنها لا تؤتي أكلها ولا فائدة ترجى منها. التهديد أسلوب سلبي يحطم المعنويات ويدمر العلاقات. 22-اضمن لأبنائك استقلاليتهم وامنحهم حق الاختيار ودربهم على قوته، وأشعرهم أنك سعيد بهذه الاستقلالية، وفي الوقت نفسه أنك بجانبهم مستعد لتقديم المساعدة في أي لحظة يحتاجونك. درّبهم على اتخاذ القرارات، لا أن تتَّخذها عنهم إلاّ في المواقف الخطيرة. فحيث لا يكون الموقف خطراً فعليك، كمربٍّ، أن تسمح لهم بالتجريب حتى إن كلَّف ذلك بعض الخسارة. فالولد يتعلّم بالخبرة ومن يتعلّم لا بدَّ من أن يدفع الثمن المعقول. أمّا عندما يكون اتّخاذ القرار في موضوعات خطرة عندها لا تسمح لهم بذلك مهما كلَّف الأمر. «إنَّ نجاحي كمربٍّ في هذه المسألة يتطلَّب مني أن أعرف أنا أولاً كيف أتَّخذ القرارات الصائبة، ففاقد الشيء لا يُعطيه طبعاً. ينبغي علينا إذاً أن نفسح المجال لأولادنا أن يُجرّ.بوا فيتَّخ.ذوا القرارات بأنفسهم؛ فالله سبحانه إذ استخلفنا في الأرض أعطانا قوة القرار والاختيار.». إذا أردت أن ينشأ أبناؤك كالصقور فعلمهم أن يحلقوا عاليا ولوحدهم. تعلم مهارة ضبطهم 23-انتبه لرسائل «أنت» التي تصدرها لأبنائك وانتبه أكثر للنعوت السلبية التي قد تصدر منك في حقهم من مثل: «أنت غبي- أنت ميئوس منك- أنت كسلان.». أبناؤنا تصنعهم كلماتنا ونعوتنا من خلال رسائل «أنت» ومن خلال طريقة تقديمهم للآخرين. 24-ضبط الأولاد وهم يخطئون وفضحهم لا فائدة منه. الأفضل أن تبتسم وترفع المعنويات من خلال ضبطهم وهم يحسنون. تعلم فن ومهارة ضبط الأولاد وهم يحسنون صنعا، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم مع آل بيته وصحابته وربى بذلك جيلا فريدا.. وهذا يتم بالتخلي عن عين الذبابة والحرص على عين النحلة. 25- لا تعلم أبناءك الكذب، وكن قدوة لهم. تذكر: السلوكيات السلبية من تهديد وعقاب وغيره قد تدفع الأبناء الى الكذب.